التلامس الجسدي تدرس (( سامنتا )) في الصف الخامس الابتدائي ، وقد انتقلت عائلتها حديثاً إلى منطقة سكنية جديدة . (( قد كانت هذه السنة صعبة ، فالانتقال يعني إيجاد أصدقاء جدد ، بعد أن كنت أعرف الكل والكل يعرفونني في مدرستي القديمة )) . وحينما سألناها إن كانت قد شعرت أن والديها لم يحباها لأنهما أخذاها بعيداً عن مدرستها وبلدتها القديمة ، قالت سامنتا : ( لا ، أشعر أنهما قد فعلا ذلك بشكل متعمد . فأنا أعرف أنهما يحباني لأنهما يعطياني مزيداً من المعانقات والقبلات . كنت أتمنى ألا نضطر للانتقال إلى هذه المدينة الجديدة ، ولكني أعلم وظيفة أبي تتطلب ذلك ) . تمثلت لغة المحبة الرئيسية عند سامنتا في اللمسة الجسدية ؛ فاللمسات تخبرها أن والديها يحبانها . وتعتبر القبلات والمعانقات الأسلوب الأكثر شيوعاً للحديث بهذه اللغة ، غير أن هنالك أساليب أخرى للتعبير عن هذه اللغة . فقد يقذف الأب طفله البالغ سنة من العمر في الهواء ، أو يمسك بيدي ابنته التي تبلغ من العمر سبع سنوات ويدور بها في الهواء عدة دورات ، فتنفجر هي في الضحك بصوت عال . وكذا قد تقرأ الأم القصص لطفلها البالغ ثلاث سنوات من العمر ، وهو جالس في حجرها . تحدث مثل هذه الأنشطة التي تتضمن التلامس بين الطفل ووالديه ؛ ولكن ليس بالكثير التي قد تظنها . إذ تشير الدراسات إلى أن العديد من الوالدين يلمسون أطفالهم فقط عند الضرورة : عندما يساعدونهم في ارتداء أو خلع الملابس ، عند وضعهم في السيارة ، أو حملهم إلى الفراش . ويبدو واضحاً أن كثيراً من الآباء لا يدركون حاجة أطفالهم لأن يلمسوا منهم ، وكم هو سهل عليهم أن يستعملوا هذا الأسلوب لكي يبقوا المستودع العاطفي لأطفالهم ممتلئاً بالمحبة غير المشروطة . اللمسة الجسدية هي أسهل لغة محبة يمكن استخدامها بشكل غير مشروط ، لأن الوالدين لا يحتاجان إالى مناسبة خاصة أو حججاً للتلامس مع أطفالهم جسدياً . فلديهم فرصة دائمة لتوصيل المحبة إلى قلب الطفل من خلال اللمسة الجسدية . ولا تقتصر اللمسة الجسدية على المعانقة والقبلات ، بل تتضمن أي نوع من التواصل الجسماني . حتى عندما يكون الأولاد مشغلونين ، يقدر الوالدين أن يلمسوا أطفالهم بلطف ، كأن يربتوا على أكتافهم أو ظهورهم ، أو على ذراعهم . ومع أنه يسهل على بعض الوالدين إظهار مشاعرهم نحو أطفالهم على هذا النحو ، يحاول أغلبهم تجنب لمس أطفالهم جسدياً وكثيراً ما يحدث هذا التلامس الجسدي المحدود لأن الوالدين غير منتبهين إلى أنماطهم السلوكية ، أو لا يعرفون كيف يغيرون هذه الأنماط . ويبدي العديد سعادتهم لتعلمهم كيف يظهرون المحبة بهذا الشكل البدائي . كان (( فريد )) قلقا على علاقته مع ابنته (( جاني)) ، التي تبلغ من العمر أربع سنوات ، لأنها كانت تنعزل عنه ، بل وتتجنب الوجود معه . كان (( فريد )) يتمتع بقلب عظيم ، إلا أنه كان في غاية التحفظ ؛ ويحتفظ عادة بمشاعره لنفسه . وكان يشعر دائماً بعدم راحة في التعبير عن عواطفه بالتلامس الجسدي . ولأنه اراد بشدة أن يكون قريباً من (( جاني )) ، فقد كان يرغب في إجراء بعض التعديلات ، وأن يبدأ في إظهار محبته لها بلمسة رقيقة على ذراعيها أو ظهرها ، أو أن يطوق كتفيها بذراعيه . وشيئاً فشيئاً زاد من استخدامه للغة المحبة هذه ، وأخيراً استطاع أن يعانق ويقبل ابنته الغالية دون الشعور بالحرج . لم تكن هذه التغييرات سهلة على ((فريد )) ، غير أنه لما جاهر بعواطفه ، اكتشف أن (( جاني )) كانت تحتاج إلى كميات لا بأس بها من المشاعر الأبوية ؛ وأنها كانت تغضب وتنقلب عليه حينما لا يسدد لها هذا الاحتياج . وهكذا فهم (( فريد )) أن تقصيره في التعبير عن المحبة لابنته كان من الممكن أن يشوه علاقتها مع كل الذكور فيما بعد .
09/03/2015
تأثير اللمسة الجسدية للطفل
التلامس الجسدي تدرس (( سامنتا )) في الصف الخامس الابتدائي ، وقد انتقلت عائلتها حديثاً إلى منطقة سكنية جديدة . (( قد كانت هذه السنة صعبة ، فالانتقال يعني إيجاد أصدقاء جدد ، بعد أن كنت أعرف الكل والكل يعرفونني في مدرستي القديمة )) . وحينما سألناها إن كانت قد شعرت أن والديها لم يحباها لأنهما أخذاها بعيداً عن مدرستها وبلدتها القديمة ، قالت سامنتا : ( لا ، أشعر أنهما قد فعلا ذلك بشكل متعمد . فأنا أعرف أنهما يحباني لأنهما يعطياني مزيداً من المعانقات والقبلات . كنت أتمنى ألا نضطر للانتقال إلى هذه المدينة الجديدة ، ولكني أعلم وظيفة أبي تتطلب ذلك ) . تمثلت لغة المحبة الرئيسية عند سامنتا في اللمسة الجسدية ؛ فاللمسات تخبرها أن والديها يحبانها . وتعتبر القبلات والمعانقات الأسلوب الأكثر شيوعاً للحديث بهذه اللغة ، غير أن هنالك أساليب أخرى للتعبير عن هذه اللغة . فقد يقذف الأب طفله البالغ سنة من العمر في الهواء ، أو يمسك بيدي ابنته التي تبلغ من العمر سبع سنوات ويدور بها في الهواء عدة دورات ، فتنفجر هي في الضحك بصوت عال . وكذا قد تقرأ الأم القصص لطفلها البالغ ثلاث سنوات من العمر ، وهو جالس في حجرها . تحدث مثل هذه الأنشطة التي تتضمن التلامس بين الطفل ووالديه ؛ ولكن ليس بالكثير التي قد تظنها . إذ تشير الدراسات إلى أن العديد من الوالدين يلمسون أطفالهم فقط عند الضرورة : عندما يساعدونهم في ارتداء أو خلع الملابس ، عند وضعهم في السيارة ، أو حملهم إلى الفراش . ويبدو واضحاً أن كثيراً من الآباء لا يدركون حاجة أطفالهم لأن يلمسوا منهم ، وكم هو سهل عليهم أن يستعملوا هذا الأسلوب لكي يبقوا المستودع العاطفي لأطفالهم ممتلئاً بالمحبة غير المشروطة . اللمسة الجسدية هي أسهل لغة محبة يمكن استخدامها بشكل غير مشروط ، لأن الوالدين لا يحتاجان إالى مناسبة خاصة أو حججاً للتلامس مع أطفالهم جسدياً . فلديهم فرصة دائمة لتوصيل المحبة إلى قلب الطفل من خلال اللمسة الجسدية . ولا تقتصر اللمسة الجسدية على المعانقة والقبلات ، بل تتضمن أي نوع من التواصل الجسماني . حتى عندما يكون الأولاد مشغلونين ، يقدر الوالدين أن يلمسوا أطفالهم بلطف ، كأن يربتوا على أكتافهم أو ظهورهم ، أو على ذراعهم . ومع أنه يسهل على بعض الوالدين إظهار مشاعرهم نحو أطفالهم على هذا النحو ، يحاول أغلبهم تجنب لمس أطفالهم جسدياً وكثيراً ما يحدث هذا التلامس الجسدي المحدود لأن الوالدين غير منتبهين إلى أنماطهم السلوكية ، أو لا يعرفون كيف يغيرون هذه الأنماط . ويبدي العديد سعادتهم لتعلمهم كيف يظهرون المحبة بهذا الشكل البدائي . كان (( فريد )) قلقا على علاقته مع ابنته (( جاني)) ، التي تبلغ من العمر أربع سنوات ، لأنها كانت تنعزل عنه ، بل وتتجنب الوجود معه . كان (( فريد )) يتمتع بقلب عظيم ، إلا أنه كان في غاية التحفظ ؛ ويحتفظ عادة بمشاعره لنفسه . وكان يشعر دائماً بعدم راحة في التعبير عن عواطفه بالتلامس الجسدي . ولأنه اراد بشدة أن يكون قريباً من (( جاني )) ، فقد كان يرغب في إجراء بعض التعديلات ، وأن يبدأ في إظهار محبته لها بلمسة رقيقة على ذراعيها أو ظهرها ، أو أن يطوق كتفيها بذراعيه . وشيئاً فشيئاً زاد من استخدامه للغة المحبة هذه ، وأخيراً استطاع أن يعانق ويقبل ابنته الغالية دون الشعور بالحرج . لم تكن هذه التغييرات سهلة على ((فريد )) ، غير أنه لما جاهر بعواطفه ، اكتشف أن (( جاني )) كانت تحتاج إلى كميات لا بأس بها من المشاعر الأبوية ؛ وأنها كانت تغضب وتنقلب عليه حينما لا يسدد لها هذا الاحتياج . وهكذا فهم (( فريد )) أن تقصيره في التعبير عن المحبة لابنته كان من الممكن أن يشوه علاقتها مع كل الذكور فيما بعد .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق